أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤّسه قدّاسًا في كنيسة الصّرح البطريركي في بكركي، إلى أنّ "الكنيسة تحتفل اليوم بعيد الثّالوث الأقدس الّذي هو قلب الإيمان المسيحي. فنحن نؤمن بإله هو شركة محبّة، وليس وحدة منعزلة. فنحن لا نعيش فقط في عبادة الله، بل في علاقة مع الله الآب الّذي خلقنا، والإبن الّذي افتدانا، والروح القدس الذي يقدّسنا، متمّمًا فينا ثمار الفداء".
ولفت إلى "أنّنا نحتفل أيضًا باستقبال ذخائر القدّيسة تريز الطفل يسوع، الملقّبة "بالزّهرة الصّغيرة"، معتبرًا أنّ "وجود ذخائرها بيننا علامة نعمة وبركة حضور، وشهادة حبّ منها، هي الّتي عاشت "الطّريق الصّغير"، وباتت شفيعة الإرساليّات، وهي قالت "إنّها ستمضي أبديّتها ناثرةً على الأرض ورود النعم".
وركّز البطريرك الرّاعي على أنّ "لبنان في عمق رسالته هو وطن التنوّع والشّركة، وطن الطّوائف المتعدّدة في وحدة وطنيّة، تمامًا كما أنّ إلهنا هو تعدّد أقانيم في وحدة محبّة. لكن هذه الرّسالة معرّضة اليوم للتّشويه، بفعل الإنقسامات والتّباعد والتّجاذب".
وشدّد على أنّ "وطننا، رغم ما مرّ به، يبقى وطن الدّعوة والرّسالة. هذا الوطن الصّغير بمساحته، الكبير بتراثه وإنسانيّته، يقف اليوم أمام مفترق طرق. إمّا أن يتابع السّير في نفق المراوحة والإنقسام، أو أن ينهض من جديد على أساسات الشّركة والتّجدّد.
كما ركّز على أنّه "ثمّة فرصًا حيّةً علينا ألّا نهدرها، وهي أنّ: هناك إمكانيّات إصلاح ونهوض اقتصادي، هناك مواطنون صالحون يبنون بهدوء، هناك شباب مؤمن ببلدنا ولم يغادروا الحلم، هناك فرص للخروج من منطق النّزاع، هناك فرصة لبناء المؤسّسات العامّة والفعّالة الّتي تنبع من إرادة الخدمة لا السّيطرة؛ وهناك فرصة لإعادة الثّقة بين المواطن والدّولة"، مشيرًا إلى "أنّنا نؤمن أنّ النور أقوى من الظّلام، والمحبّة من الإنقسام والعمل الجماعي من الحسابات الضيّقة".